السبت، 20 يناير 2024

الحاجة إلى التواصل والحاجة إلى الاستقلالية[1]


الحاجة إلى التواصل والحاجة إلى الاستقلالية[1]
          سوف نتناول في هذا الموضوع الحاجة الإنسانية للألفة Intimacy ، والتي تتمثل في النضال من أجل تحقيق الارتباط Connectedness مع الآخرين ، وفي نفس الوقت الحاجة لأن يبقى الإنسان مُستقلاً منفصلاً عن الآخرين.
أولاً: الحاجات الإنسانية إلى الاتصال (التواصل)
          يكون الإنسان في كل حالاته في حاجة إلى أن يتصل بالآخرين من البشر، فالحاجة إلى الاتصال تُولَد معه وتبقى معه طوال حياته. فالوليد يحتاج إلى أن يُلمس ، وهي الصورة الأولية للاتصال مع الآخرين ، ثم تأخذ الحاجة إلى الاتصال تُشبع من خلال قنوات مختلفة حسب مراحل النمو. ويتشوق إلى الألفة والعلاقات البينشخصية الحميمة التي تربطه بالكبار المحيطين به من ذوي الأهمية السيكولوجية لديه ، وعلى رأسهم الآباء بالطبع. ويمكن أن نقول أنه ليس هناك إنسان إلا ويخشى فقدان الألفة مع البعض مما تربطه بهم صلة وثيقة. وتُلخِص "سيبرج" سُبل إشباع الحاجة إلى الاتصال بمراحل قائلة: "إن الوليد يحتاج إلى أن يُلمس وأن يُحمل وأن يُرفع إلى أعلى وأن يُدلل ويُداعب ، والطفل الصغير يحتاج إلى الأمن ، والذي يتمثل في رضا الكبار عنه ، والحدث أو الصبي يحتاج إلى التقبُل من أقرانه ، والمراهق يحتاج إلى الأهتمام من جانب أفراد الجنس الآخر، وأن يكون محط أنظارهم وإعجابهم. ويحتاج الراشد إلى كل هذه الأنواع من السلوك المُعبرة عن التعلق مُضافاً إليها الحاجة إلى الإشباع الجنسي المُباشر (Sieburg, 1985, 79). وهذه الجوانب المتعددة من التعبير عن الألفة كلها تُشير إلى حاجة غلإنسان إلى الاتصال Contact مع الآخرين ، والفشل في هذا الاتصال في أي سن أو في أي مرحلة يكون في معظم الحالات له نتائج غير مرغوبة ، وأحياناً ما تكون كارثية على النمو النفسي للفرد.
          وفيما يلي من فقرات سنشير إلى صور إشباع الحاجة إلى الاتصال بالآخرين عبر سنوات العمر ممثلة في مراحل الطفولة والمراهقة والرشد.
أظهرت بعض الدراسات التي تمت على الأطفال في عامهم الأول ، أن الأطفال حديثي الولادة الذين لم يُحملوا أو يُلمسوا بالأيدي بدرجة كافية في الأيام الأولى بعد الولادة يُصابون بحالة من الاكتئاب الفمي Analytic Depression ويُظهرون ميلاً نحو التدهور الجسمي ، مع معدل وفيات أعلى قياساً إلى الأطفال الآخرين ممن توافر لهم اللمس والاتصال الجسدي. وحتى الرضع الذين لم يُلمسوا جسمياً بدرجة كافية والذين تعرضوا لهذه الخبرة الحرمانية المُبكرة لوحظ أنهم – فيما بعد – يسيطر عليهم اتجاه عام مشبع بعدم الثقة نحو الآخرين ونحو العالم. (Spits, 1965) . مما يشير إلى أهمية حاسة اللمس في سنتي المهد باعتبارها أول سبل تحقيق الاتصال بالآخرين.
          وهذه النتائج الأخيرة ليست جديدة تماماً فهي تتسق مع المعلومات المتواترة في الإحصاءات الطبية وفي الدراسات الانتشارية التاريخية ، حيث تذكر هذه الدراسات أن أعداداً كبيرة من الأطفال الرضع (الذين لم يبلغوا عامهم الأول) في البيئة التي يحتمل أن يصادف الأطفال فيها مقل هذا الحرمان يتوفون بنسبة تصل إلى النصف بمرض السقام أو النحول[2] marasumus  أو الإنهاك Wasting away . ويوضح مونتاجيو في عن "اللمس – الأهمية الإنسانية للجلد) أن معدل الوفيات نقص بشكل كبير جداً بين الأطفال الرضع عندما تحسنت نُظم التمريض ، ودخول نظم "العناية الحانية الرقيقة" (Tender loving care) من جانب متطوعين (Montagu, 1961, 63). ويظهر هذا أهمية اللمس البالغة في هذا المرض المبكر من عمر الإنسان ، ويتسق مع هذا أيضاً ويؤكده ما نقوم به دراسة مستشفيات الولادة من إلزام الممرضات من لمس الوليد بعد الولادة مباشرة باليد وتحقيق اتصال جسدي معه.
          وقد بين "مونتاجيو" أيضاً أن الجلد كجهاز حسي من أجهزة الجسم الحساسة. فالإنسان يمكن أن يقضي حياته كلها أصماً وينقصه حواس الشم والذوق ، ولكنه يعيش حياة شبه عادية ، في الوقت الذي لايستطيع فيه أن يعيش مطلقاً بدون الوظائف التي يؤديها الجلد (Montagu,1961, 708). بمعنى أن الطفل يستطيع أن يتحمل الحرمان من أية حاسة أخرى وأن يواصل حياته بدون تأثيرات مرضية كبيرة أو يخبر قدراً كافياً من الإثارة الجلدية.


[1]  كفافي، د.علاء الدين ؛ الإرشاد والعلاج النفسي الأسري ، ط1/  2012  (121:132) – دار الفكر العربي

[2] السقام أو النحول أو الهزال marasumus حالة طفولية تتميز بالخمول والانسحاب والسقام الناتج عن الحرمان الانفعالي الشديد، وتؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. وربما يحدث النحول أو الهزال للأطفال الذين نشئوا في مؤسسات ولم يحظوا بالدفء والأمن الأنفعالي ، أو أن يكون حال النحول قد تسببت عن التربية في أحضان أم زائدة القلق. وتُسمى أيضاً ضمور طفلي Infantile atrophy (جابر كفافي ، 1992 ، 2072)

الجمعة، 19 يناير 2024

التعرف على الفرق بين الحزن والاكتئاب


الحزن والاكتئاب
          مَن مِنا يعيش في هذا العالم دون أن يمُر بوقتٍ يشعر فيه بالحُزن لسبب ظاهرٍ أحياناً أو دون سبب ظاهرٍ أحياناً أخرى؟ غير أنه إذا ازداد هذا الحزن عن حدًّ معين بحيث لا نستطيع معه مواصلة الحياة ، فإننا عندئذٍ نكون قد أُصِبنا بنوعٍ أو درجةٍ من "الاكتئاب" ، ونكون عندئذٍ بحاجةٍ إلى المساعدة.
الاكتئاب الطبيعي أو "الحزن"
الاكتئاب الطبيعي هو الحزن الطبيعي كرد فعلٍ لمؤثر ما ، والذي يستمر مدة محدودة ثم يتلاشى. قد يتضمن هذا النوع من الاكتئاب (الحزن) ما يمكن أن يُسمى "الاكتئاب اليومي" . وقد يحدُث الاكتئاب اليومي في صورة ردّ فعل على أحوالٍ يومية عابرة ، مثل مُضايَقةٍ أو كلام جارح ، أو بسبب فقدان شيءٍ ما. وقد يحدُث أيضاً بعد ليلة دون نوم عميق ، أو بسبب عُسرِ هضم أو إفراطٍ في الأكل ، أو بسبب صَومٍ أو حِميةٍ غذائية قاسية (ريجيم) ، كما قد يكونُ السبب الإصابة بقيروس مثل الزكام أو الانفلونزا. هناك أيضاً انواع من الاكتئاب نشعر به كثيراً بعد انتهاء الأحداث المهمة ، لذلك يُسمى "اكتئاب ما بعد الحدث" . وهو يحدُثُ بعد الأحداث التي تتطلَّبُ منّا مجهوداً بدنياً ونفسياً كبيراً ، سواءُ في العمل أم في الخدمة أم في الحياة الأسرية ، مشروعٍ في العمل له تاريخُ انتهاءٍ محدد ، أو زواجٍ في الأسرة أو عيدٍ أو حدثٍ بارزٍ في الأسرة أو المجتمع أو الكنيسة. وربما يحدُث هذا النوع من الاكتئاب بعد سفرٍ أو بعد انتها مؤتمر أو معسكر رياضي طويل. من الطبيعي بعد هذه الحداث أن نشعر ببعض الاكتئاب والميل إلى الحزن والانعزال. ويعود السبب في هذا الاكتئاب إلى عدة عوامل مثل الإجهاد النفسي والبدني الشديدين ، أو بسبب حدوث بعض الفشل في الحدَث المُقام ، مما قد يجعل النتائج أقل مما كان متوقعاً. هناك أيضاً الإحساس بالفقد بعد انتهاء الشيء الذي كنا ننتظره ونحلم به حتى لوكان الحدث قد نجح. يمكن أيضاً أن نشعر بأننا قد فقدنا الأصدقاء الذين عِشنا معهم أياماً كاملة في المؤتمر أو المعسكر أو الرحلة. وهناك أيضاً أسباب "كيميائية" لهذا الاكتئاب ، إذ يُصاب الشخص بكآبة تكون عَرَضاً من أعراض سحب مواد كيماوية منشِّطة يفرزها المخ في أوقات التوتر والإثارة ؛ وما أن تنخفض هذه الكيميائيات بعد أن كانت مرتفعة ، حتى يشعر الشخص ببعض الكآبة.
          إن هذا النوع من الحزن لا يُمكن أن يُسمى اكتئاباً (مرضياً) ؛ لأنه رد فعل طبيعي وليس مرضياً ، وهو يستمر عادة عدة أيام ثم يتلاشى. ومما يساعد على تجاوزه هو أن نفهمه ونقبله ونلجأ إلى الراحة حتى يعبر هذا الاكتئاب بهدوء ولا تطول أيامه. ويُشبه الأمر هنا الإصابة بالزكام ؛ فعندما نقبله ونستريح في البيت ، فإننا سرعان ما نتعافى ، أما عندما ننكره ونضغط أنفسنا ، فربما يتفاقم إلى اكتئاب أشد.
          ويُذكر أيضاً من أنواع الاكتئاب الطبيعي "الاكتئاب بسبب الهرمونات عند الإناث". قد يحدُث بعض الاكتئاب قُبيل الدورة الهرية ، وفي فترة الحمل الأولى ، وبعد الولادة ، وعند سنّ توقف الدورة في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من العمر. يُصاحب هذا النوع من الكآبة شعور بالوحدة والرغبة في الالتصاق بالأشخاص المحبوبين مثل الأم أو الزوج أو الأولاد. وهناك أيضاً "حزن الفقد" (Grief reaction) وهو الحزن الذي يحدث عن موت عزيز أو فقد علاقة حميمة ، أو فقد أحدِ أجزاء الجسم ، أو فقدان الصحة بسبب الإصابة بمرضٍ مزمن خطير. ويمكن أن يكون الفقد على شكل فقد وظيفة ، أو رسوب في امتحان ، أو غير ذلك من ألوان الفقد. عادةً ما يأخذ ذلك الحزن مجراه وينتهي إذا كانت الأحوال المحيطة بالإنسان طبيعية. لكن أحياناً يتطور الحزن إلى الاكتئاب الاكلينيكي (المرضي).
الاكتئاب المرضي
          متى نقول عن إنسان إنه يُعاني اكتئاباً مرضياً (اكلينيكياً) ، بمعنى أنه يحتاج لأن يراجع الطبيب ويتناول أدوية علاجية ؟ نقول هذا عندما يختلط الشعور بالحزن بالشعور بالذنب ، أو بشعور عدم القيمة واحتقار النفس. يُصاحِب ذلك أحياناً شعورٌ بالتوتُر وعدم الاستقرار مع تَناقُص في مستويات الطاقة وفقدان الرغبة في فعل أي شيء أو مقابلة أي إنسان. وأحياناً يشعر المكتئب بالقلق ، وأحياناً أخرى بالغضب فينفجر في مَن حَوله دون أسبابٍ واضحة.
          يتميز الاكتئاب المرضي بميل شديد إلى التوقف عن أغلب الوظائف الحيوية ، فلا يستطيع الإنسان أن ينام ، وتنخفض شهيته تجاه الأكل أو الجنس (أو قد يحدث العكس؛ إذ ينام أكثر من المعتاد لكن دون شعور بالراحة ، ويأكل أكثر من المعتاد ويمارس الجنس أكثر من المعتاد ، لكن دون شعورٍ باللذة أو الإشباع).
          قد يُفرط المكتئب أيضاً في تناول الكحوليات والمخدرات أو السجائر محاولاً بذلك أن "يعالج" نفسه بتعاطي هذه المواد. كما أن المكتئب يعزف (يتجنب) عن العمل (أو يُفرط في العمل دونما تركيز أو استمتاع) ، ويهجر هواياته واهتماماته ، ويفقد الكثير من قدرته على التركيز والاختيار ، كما تضعف ذاكرته ، ويفقد الكثير من قدرته على التركيز والاختيار ، كما تضعف ذاكرته ، ويفقد اهتمامه بكل شيء تقريباً ، بل يشعر أيضاً بأنه فقد اتصاله بالحياة. في هذا الوقت ، تبدأ أفكار كثيرة عن الموت تجول في خاطره ، ويبدأ بالرغبة في الموت ثم الكلام الكثير عنه ، ثم يفكر في الانتحار ، وربما يصير التفكير جدياً ، مما قد يؤدي به إلى محاولة الانتحار فعلاً.


د/ اوسم وصفي - سلسلة كتيبات  180 درجة

كيف نواجه ضوضاء نفوسنا الداخلية؟

كيف نواجه ضوضاء نفوسنا الداخلية؟

في الصمتُ نغلق نفوسنا بعيداً عن الأصوات سواء كانت هذه الأصوات ضوضاء أو موسيقى ، أو كلام. إننا نادراً ما نستطيع أن نحصل على صمت تام ؛ وما نسميه "صمت" هو في واقع الأمر "ضوضاء أقل" . 
كثير من الناس لم يختبروا الصمت التام مُطلقاً ولا يعرفون حتى أنهم لا يعرفون ماهو الصمت. إن بيوتنا ومكاتبنا مليئة بالزَن والهمهمات والدمدمات التي تصدرها الأجهزة التي من المفترض أن تجعل حياتنا أسهل. والحقيقة إن هذه الضوضاء تُطمئنا بشكل عجيب. في واقع الأمر أننا نجد الصمت التام صادِم لأنه يُعطينا الانطباع أنه لا شيء يحدث. في عالم مدفوع بالأفعال والأحداث والأصوات مثل عالمنا ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من الصمت التام! الصمت مثل الاختلاء يجعلنا نواجه الضوضاء الداخلية التي نحاول أن نغطيها بالضوضاء الخارجية من كل نوع.
الصمت يذهب بالاختلاء إلى ما هو أبعد وأعمق والاختلاء بدون الصمت لا يكون له تأثير كبير... إن الصمت هو الطريقة التي بها يُصبح الاختلاء حقيقي. لكن الصمت مُخيف لأنه أكثر شيء يُعَرِّنا و يواجهنا بكل حقائق الحياة القاسية فهو يُذكرنا بالموت، الذي سوف يفصلنا تماماً عن العالم الذي وُلِدنا فيه ولا نعرف شيء غيره ويجعلنا وجهاً لوجه مع الله. وفي هذا الصمت ماذا لو اكتشفنا أن ما بيننا وبين الله قليل جداً؟
إذا كنا نحتاج دائماً لأن نلجأ إلى تشغيل التليفزيون أو الكمبيوتر أو أستعمال الموبايل والقيام بالامور المنزلية او القيام بعمل مشروب .. أثناء فترة اختلئنا بانفسنا وصمتنا فكم يكشف لنا هذا عن فراغنا وخوائنا الداخلي .
يُقال أن السمع هو آخر حاسة نفقدها عند الموت. الصوت دائماً ما يضرب بشدة في وجودنا البشري ويُزعج نفوسنا من الداخل. لذلك فمن أجل سلامة نفوسنا نحتاج لأوقات نبتعد عن كل ما يلهينا ويشتتنا عن وعينا بذواتنا . نحتاج أن نُغلق الموبايل (وليس جعله صامت) ونفلق اجهزة الكمبوتر والتابلت والتليفزيون ، ونغلق بالاحرى أفواهنا لكي ما نمتلك الوعي بصمتنا ووحدتنا ونلاحظ افكارنا ومشاعرنا . 
إن الصمت يحتاج للوحدة لكي يكون تدريباً كاملاً حيث أن قليلين جداً منا يستطيعون أن يحتفظوا بالصمت وهم معاً.
لماذا نُصر على الكلام باستمرار والثرثرة ؟ إننا نلجاأ للكلام للتغطية على أفكار مُقلقة بداخلنا وأغلبها متعلق بقلقنا بشأن رأي الناس فينا...
إن الناس الذين يشعرون بالأمان معاً والثقة في محبة بعضهم البعض يستطيعون أن يصمتوا معاً. لكن في حضور من لا نشعر معهم نفس القدر من الثقة والأمان فإننا نلجأ إلى الكلام لكي نُعدِل من مظهرنا وإلا فإننا نخاف لئلا يُقدر الأخرين محاسننا كما ينبغي ، ولا يعذرونا في تقصيراتنا.
إننا نتكلم للآخرين لكي نستخرج منهم موافقة على ما نقول وهذا يُطمئننا على قبولهم لنا.
إننا عندما نصمت نتخلى عن هذه المحاولات ونترك في يد الله مظهرنا . وهذا صعب . لماذا نقلق بشأن رأي الناس فينا ونحن نعلم أن الله يقبلنا كما نحن.
كم هم قليلون منا الذين يعيشون بثقة داخلية! وكم هم كثيرون من يعيشون وهم يتمنون أن يكون لديهم مثل هذه الثقة! لكن هذا الهدوء الداخلي هو نعمة عظيمة يمكننا أن نستقبلها من الله عندما نمارس عدم الكلام. وعندما نمتلك مثل هذه النعمة نكون قادرين على مساعدة من يحتاجون إليها.
إننا عندما نتعرف على هذه الثقة ونختبرها ، يمكن أن ندل الآخرين عليها وبالأخص عندما يقتربون منا باحثين عن مثل هذه الطمأنينة. يمكننا أن نرشدهم لكي يذهبوا ويصطادوا في مياه أكثر عمقاً من مياهنا. ليذهبوا إلى الوحدة والصمت مع الله حيث يقابلونه ويجدون منه الطمأنينة.
فيما يلي خبرة أحد الشباب وهو يدخل إلى عالم الصمت والاختلاء :
".. كلما مارست هذا التدريب ، كلما شعرت بالتقدير لأهمية وقوة الصمت، وكلما تضاءل شكي وميلي للانتقاد والدينونة. كلما مارست الصمت والاختلاء كلما اصبحت أقدر على قبول الناس كما هم وتحمل ما لم أكن أحبه فيهم. كلما تكلمت أقل ، كلما جاءت كلماتي أقوى وأعمق وفي الوقت المناسب. لقد جعلني الصمت أُقَدِّر الآخرين أكثر وأخدمهم أكثر وبطرق مختلفة وأستمتع بالحياة واحتفل بها وأدرك كيف أن الله قد أعطاني أموراً رائعة لكي أستمتع بها في هذه الحياة. سوف أقبل وأستمتع بما أعطاه الله لي. أعتقد أنني بدأت أختبر وأستمتع بحضور الله في حياتي أكثر من أي وقت مضى."

اختبار هل أنت تعاني من الاكتئاب


هل أنت مصاب بالاكتئاب؟
 للأجابة على هذا السؤال ، هناك مقاييس كثيرة لتحديد ما إذا كان الإنسان يُعاني من الاكتئاب وتحديد درجة شدته . لعل أسهل هذه المقاييس استخداماً "مقياس زونج" الذي يمكن للشخص أن يستخدمه بنفسه دون مساعدة متخصصة لكي يُحدد بنفسه ما إذا كان يعاني من الاكتئاب ، وكي يُحدد شدة هذا الاكتئاب.
م
العبارة
نسبة قليلة من الوقت
بعض الوقت
نسبة كبيرة من الوقت
أغلب الوقت
1
أشعر بالإحباط والحزن
1
2
3
4
2
أشعر بأني في أفضل أوقاتي في الصباح
4
3
2
1
3
أمر بنوبات من البكاء أو الرغبة فيه
1
2
3
4
4
أجد صعوبة في النوم ليلاً
1
2
3
4
5
أكل المقدار المعتاد ذاته
4
3
2
1
6
ما زلت أستمتع بالجنس
4
3
2
1
7
لا حظت أني أفقد بعض الوزن
1
2
3
4
8
لدي مشكلة إمساك (صعوبة في الإخراج)
1
2
3
4
9
ضربات قلبي أسرع من المعتاد
1
2
3
4
10
أشعر بالتعب دون سبب
1
2
3
4
11
ذهني على الدرجة ذاتها من الصفاء عادة
4
3
2
1
12
أقوم بأعمالي بدرجة السهولة نفسها
4
3
2
1
13
أشعر بالتوتر ولا أستطيع أن أهدأ
1
2
3
4
14
أشعر بالأمل والرجاء في المستقبل
4
3
2
1
15
أشعر بتوتر أكثر من المعتاد
1
2
3
4
16
أتخذ قراراتي بسهولة
4
3
2
1
17
أشعر بأني مفيد، والناس يحتاجون إلي.
4
3
2
1
18
حياتي حافلة إلى حد كبير
4
3
2
1
19
أشعر بأن الآخرين سيكونون في حال أفضل عند وفاتي.
1
2
3
4
20
ما زلت أستمتع بالأمور التي اعتدت أن أفعلها.
4
3
2
1

إذا كان المجموع المجموع أقل من 50 ، فهذا يعني عدم الإصابة بالاكتئاب. وكلما زادت الدرجة زادت شدة الاكتئاب . أغلب المصابين بالاكتئاب يحصلون على مجموع ما بين 50و70 وأعلى نتيجة ممكنة هي 80 .
قد يأتي الاكتئاب في هذه الصورة الصريحة التي تتميز كلها بوجود المزاج الاكتئابي الذي يستطيع الإنسان أن يعبر عنه بالتعبيرات المذكورة أعلاه غير أن الاكتئاب قد يأتي أيضاً متخفياً ومرتدياً أقنعة أخرى مختلفة.


د/ اوسم وصفي - سلسلة كتيبات 180 درجة

الحاجة إلى التواصل والحاجة إلى الاستقلالية[1]

الحاجة إلى التواصل والحاجة إلى الاستقلالية [1]           سوف نتناول في هذا الموضوع الحاجة الإنسانية للألفة Intimacy ، والتي تتمثل ف...